news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
كنز في سورية ؟؟؟ بقلم : إبراهيم الغفري

وإن كانت شائعة، أو خبراً صادقاً.. فإن هذا الخبر قد تسرب إلى البلديات وجميع المحافظات السورية إلى أن وصل إلى المعلم أو الباشا أو الريّس أو البارون.. وكان من الـ God Father أن أصدر أمراً موجهاً إلى جميع مؤسسات وورشات التعمير بأن يقلبوا الإقليم السوري رأساً على عقب حتى يجدوا الكنز، فقد أمرهم أن يخلقوا له الكنز خلقة.. وبالتالي فإن الخيال يتحول إلى واقع مع هؤلاء!


ويصبح احتواء الأراضي السورية على كنز حقيقة غير قابلة للجدل، وهرع رؤساء البلديات إلى تنفيذ أمر الزعيم، واستعانوا بالكومبريسات وأسسوا حلقات البحث وبدؤوا مشروعهم في كل مكان، وعملت هذه الجهات ليلاً ونهاراً، فلم يعد هؤلاء يميزون بين ليل ونهار، وبين أسود وأبيض، فبريق الذهب المتلألئ قد طغى على أبصارهم حتى أصبحوا عمياناً، وأصبحت جميع الألوان عندهم لوناً واحداً.. لكن هناك معلومة لا يفطن لها إلا السوريون أنفسهم، ضحايا هذه الجنسية، وهي أن مشروع الحفر بحد ذاته يمثل كنزاً للمتعهد، وهي معلومة لا تحتاج إلى شرح، فاسأل أي مواطن سوري يحكي لك القصة من الألف إلى الياء وبكل الأبجديات..

 

 وبمجرد أن أفكر في مثال في أي موضوع فإن أول ما يتبادر إلى ذهني هو طالب البكالوريا المسكين، الطموح الوحيد الذي يفكر في كل الاحتمالات الممكنة والغير ممكنة، والذي يتحول في نهاية هذه اللعبة بفضل مسامير الواقع إلى غربال!... وهذا الطالب يدرس في جميع الحالات حتى وهو نائم، وحتى ولو لم يدرس فإنه يدرس، ويدرس أهله معه، والكومبريسات تئنّ رثاءاً على حالته، وتدخل المعلومات إلى رأسه مع تلك النغمات الحزينة وتخرج منه مع النغمات إياها، وعند الامتحان تتحول أوراق الإجابة إلى نوتات موسيقية تشدوا التعاسة والفشل!

 

إن تاريخ هذه الشائعة يعود إلى زمن استيراد الكومبريسات المرتبط بها، شائعة وجود كنز مختبئ تحت الأرض ومن دون خارطة تدل حتى على وجوده، وبحجة هذا السبب فإنهم يحفرون سوريا كلها، وفي كل الأوقات، وقد أسسوا الكليات المختصة بتدريس الطلاب هندسة الحفر من أجل البحث عن هذا الكنز الذي سيقود سوريا على طريق الازدهار!.. ويدرس طالب البكالوريا السابق الذكر هندسة الحفريات ويقود حملة البحث عن الكنز، فيتحول هؤلاء إلى قراصنة فوق اليابسة.. ويقود هذا القرصان، والتابعين له بإحسان إلى يوم الإحسان هذه الحملة الكبيرة والقديمة، حملة الأجداد الحكماء الذين وجدوا هذه الحقيقة، بل أوجدوها بحذق ودهاء.. لكن هؤلاء لم يحفروا سوريا مرة واحدة، بل حفروها بمناسبة ومن دون مناسبة.. حفروها على عدد أيام السنة، وعدد شعر الرأس غير الأصلع.. ولكن هل يعقل أنهم لم يجدوا الكنز حتى الآن؟!.. أم أن هناك (مندسّين) سرقوا الخريطة التي لم تكن موجودة بالأساس وعثروا على الكنز قبل الأجداد؟!.. ولا زال الأحفاد يحفرون حتى الآن ويعلّمون الأولاد من أجل أن يرِثوا هذه المهنة عن الآباء لكي يتأكدوا إذا ما كان هناك كنز أم لا!

 

أما آن لهؤلاء أن يعثروا على الكنز الحقيقي؟!...

2011-08-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد