news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
قنطار علاج !... بقلم : إبراهيم الغفري

ويقولون درهم وقاية، ولا قنطار علاج.. ويعني أن يتلقح الإنسان بدلاً من صرف الليرات مما في الجيب راجياً الغيب أن يدرأ عنه الأمراض، لكن الغيب الذي يحوي ما يغيب عن أنظار الكثيرين فعلاً، يقول أن العلاج لا ينتهي حتى عمرك ينتهي، وحتى جيبتك تنتهي، وحتى اقتصاد أمتك بحاله ينتهي... ولمَ يهتمون بصحتك أصلاً؟!!


أنت بالنسبة لهم مصدر رزق، والباب يلي بيجيك منو الرزق "شنكلو" وخلي الرزق عم يتدفق.. وهنا يدعون لك بطول العمر، لكنهم لا يتمنون لك الصحة، فصحتك بالنسبة لهم يعني أن تكون معتلّاً، و"صحتك بالدنيا" عبارة يكررونها كثيراً، لكن اقتصادهم وأموالهم وثرواتهم و"صحتهم" مبنية على حساب صحتك بالنهاية.. فهذه المعادلة هي حجر الأساس..

 

إذاً عبارة "صحتك بالدنيا" هي عبارة منقوصة، فهناك جملة محذوفة في نهايتها والتقدير كائنة أو موجودة، ويمكنهم تبرير ذلك بأي دخلوجة من دخاليج الإعراب، إذ أن الأصل "صحتك بالدنيا ما بتهمنا".. لكن للضرورة السياسية والاقتصادية والشعرية فقد حُذِفَت الجملة الفعلية المكونة من أداة وفعل منفيين، إذ أن صحتك في الدنيا يعني خراب بيوتنا يا حبيبي، أما إذا انتقلت إلى الدار الآخرة فتصطفل منك لصحتك.. لكنني إنسان ومن حقي أن أعيش بكامل صحتي.. لكن مو على كيفك يا حبيبي.. ونحن أيضاً بشر والإنسان يجب أن يفكر في أخيه الإنسان وإلا ما كان إنسان..

 

وقناطير العلاج لا تنتهي، بل تنمو وتزداد مع نمو وتقدم العمر.. فإذا أصبحت عجوزاً في السبعين ولازالت تلك القدرة على الحركة متبقية لديك مع الكم شعرة المتبقين في رأسك ومع الكم سنة المتبقين في عمرك، فإنك ستشنكل على خاصرتك كيساً يحتوي على الأقل خمسة عشر صنفاً من الأدوية. نعم فما خلق الله من داء إلا وخلق له دواء، كما خلق الذكر والأنثى، والشمس والقمر، والليل والنهار، والليل سابق النهار.. وكذلك العلاج سابقٌ المرض.. وهذه القاعدة قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، لكنك إن فكرت قليلاً ستعرف مباشرةً أنها طريقة اقتصادية ناجحة، وشطارة من تجار العصر، ويا للفرحة فقد أصبح الطب تجارة والدواء سلعة.. وأما البشر فقد ندروا أرواحهم رخيصةً وحولوا أنفسهم إلى أدوات مخبرية لتجارب تحت مسمى العلمية، لكنها في الجوهر موجهة لخدمة أشخاص معينين دوناًَ عن الآخرين..

 

هل هكذا خُلِق الإنسان؟ خُلق لكي يمرض ويمضي حياته في عيادات الأطباء وفلوسه تنهمر كالشلالات على أصحاب الشركات الدوائية؟!..ألم تسأل نفسك عن مصدر أمراض هذا العصر وتحديداً الإيدز؟!.. ألم تسأل نفسك كيف كان الإنسان القديم يعيش بكامل صحته دون استعمال الأدوية الكيميائية.. إن الحقيقة العلمية التي لا يعترف بها الطب الحديث، هي أن الجسم يملك القدرة على الشفاء التلقائي من العلل، ووفقاً لعلوم الطاقة الكونية فإن الجسم هو عبارة عن طاقة، وأن كل شيء في الكون (بل وحتى الكون نفسه) مكون من هذه الطاقة، والاختلاف بين الأجسام من حيث الشكل أو اللون أو أي صفة فيزيائية إنما هو اختلاف في تذبذب هذه الطاقة الكونية.. فكل جسم يتذبذب ضمن نطاق أو تردد معين، ويختلف الجسم أو تختلف الحالة باختلاف التذبذب، فالحالة النفسية أو الصحية للإنسان تختلف في مكان ما باختلاف تذبذب طاقته في ذلك المكان، فإذا مرض الإنسان فإن تذبذب طاقته يختلف عن الطاقة المحيطة، فتعمل الطاقة الكونية (العاقلة) والمحيطة بها على إعادة التوازن والتذبذب الطبيعي لطاقة الإنسان، وبذلك يشفى الإنسان تلقائياً!

 

هذا ما يتم حظره من المعارف عن الإنسان العصري، وذلك لكي يبقى تحت وطأة الهيمنة الاقتصادية العالمية (النظام العالمي الجديد).. ويبقى مستعبداً مجرداً من الإنسانية ويعيش بقية حياته مستنزفاً طاقاته وتوجهاته وقدراته لخدمة هؤلاء المهيمنين..

 

2011-09-28
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد