(الحرية لا تعني أن يكون الطفل حر التصرف بكل شيء بل أن يتعود على أن يعبر عن رأيه بصراحة ويمارس حقوقه ويلتزم بتأدية جميع واجباته)
قيل في الموهبة و الإبداع أنها ذلك الشيء الكامن عند الإنسان إذا لم يحفز و يستثار يبقى كامنا دون حراك وقيل بالذكاء انه كالشرارة سريع الاشتعال لكنه يحتاج لبيئة قابلة للاشتعال ، وهنا يكمن دور المعلم في تحفيز الأطفال وتشجيعهم وتوفير البيئة المناسبة لاستخدام الذكاء للوصول للإبداع
وفي المدارس يلعب الاهتمام بالتعبير الشفهي والمكتوب دورا كبيرا في تنمية صحافة الطفل وغرفة الصف مكان مناسب جدا ليتحدث الطفل بكل صراحة عن رأيه وهذا بدوره يقوي شخصية الطفل ويمنحه الجرأة للتحدث أمام الآخرين ، وهذا يحتاج لمران في عدة مواقف
إن مرحلة الطفولة هي مرحلة أساسية في عمر الإنسان فهي تشغل ربع حياته ، فهذه المرحلة تشكل ( صفات الشخصية وملامحها في المستقبل) وهنا يقول فرويد ( إن قسر الأطفال الرضع على عدم التبول في ثيابهم يؤثر في الشخصية في المستقبل فيخلق لنا شخصية مهزومة لا تعتمد على نفسها في أي شيء ) فكيف إذا منعناه من التعبير عن رأيه
تعرف صحافة الطفل :
إنها الصحافة المكتوبة أو المحررة خصيصا للأطفال ، وفق مراحلهم العمرية المختلفة فهي بوجه عام (إنتاج الكبار الموجه إلى الصغار بقصد تحقيق الأهداف التربوية)
ويقال إن أول صحيفة عامة للأطفال ظهرت في فرنسا بين عامي( 1747، 1791)م ولكن أكثر اللذين يتحدثون عن نشأة صحافة الأطفال يقولون إن أول صحيفة للأطفال في العالم ظهرت في فرنسا عام(1830)م
أما في العالم العربي عام 1870في القاهرة وفي سوريا عام 1969 صدرت مجلة أسامة وبعدها مجلة الطلائع عام1983 إضافة لتخصيص صفحة للطفولة في صحيفتي (تشرين والثورة)0
خصائص صحافة الطفولة:
• تثقيف الأطفال وتعليمهم: تعد صحافة الأطفال من المؤثرات الثقافية التي تؤدي دورا مهما في تثقيف الأطفال ، من خلال تعود عادة القراءة الذاتية / الذكية يتعلمون العادات والقيم وحب الوطن وتزداد ثروتهم اللغوية
• الاعتماد على الفن البصري : إن الطفل ذاته بصري أولا (أي يفكر بواسطة الصورة البصرية قبل كل شيء )،لذلك يجب التركيز على الصورة المطبوعة المزينة بالألوان الزاهية
• الإثراء والتنوع : كلما كانت الصحافة متنوعة وتلامس تفكير الأطفال وقريبة من حاجاتهم اليومية وتساير التطور الموجود كلما اقبل عليه الأطفال بشغف، فلكل جيل حياته وما يحب وما يكره
• الشخصيات المحببة للأطفال : هناك شخصيات يرتبط بها الطفل ويتعامل معها بصداقة وتكون قدوة له لذلك تأخذ مجلات الأطفال أسماء محببة للطفل مثل(أسامة- ماجد- ميكي – سوبرمان 0000الخ) مثلا صفات سوبرمان لا يحب الكذب قوي يستخدم قوته ليساعد الناس فمن يحب سوبرمان فليفعل مثله0
فنون الصحافة
• القصة إن إسلوب القصة أكثر الأساليب تشويقا للأطفال فمن خلال القصة تغرس في الطفل ما تشاء من قيم وأهداف0
• التحقيق الصحفي وهو مقال يكون فيه رد على تساؤلات الاطفال
• الحديث الصحفي لقاء مع شخصية محببة للأطفال يدور الحديث فيه عن أمور تهم الأطفال
• المقالة الصحفية يجب أن تخاطب الطفل كصديق
• الصور والرسوم وهي الصور المرافقة لصحافة الطفل ،يجب أن تكون هذه الصور ملفتة للنظر ومزينة بالألوان الزاهية حتى تحبب الطفل وتشده لقراءة الموضوع
وتأسيسا على ما سبق عرضه يمكن القول إن الصحفي الجيد هو الذي يحول المادة الأولية والأهداف المراد تحقيقها إلى مادة مطبوعة نابضة بالحيوية والجاذبية ليجعلمنها في نهاية المطاف لوحة فنية متكاملة بعناصرها الإعلامية والثقافية والتربوية
تتناسب مع قدرات الأطفال فتيسر له متعة القراءة وتنمي قابلية التذوق الأدبي لديه وبالنهاية أقول الطفل عالم بحد ذاته فإذا عودنا أطفالنا المحاورة للإفادة وقول رأيه بكل جرأة وحرية والتراجع عن أي رأي يقنع انه خاطئ فإننا نساهم في بناء المواطن الصالح الذي يحب وطنه