news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
إن كنت معارضا لاتقرأ هذا الكلام... بقلم : لجين المتألمة

بين الشك واليقين ..

قيل الشك أن تسمع واليقين أن ترى .

وقيل بين الحق والباطل مسافة أصبعين .

وقيل ( ثم لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين )  .

ماذا يجري اليوم في سوريا وما هو الشك وما هو اليقين فيما يجري من أحداث حولنا  .

 


منذ مدة ليست بالقليلة وأنا أكتب ومنذ حوالي العامين بدأت بنشر بعض ما أكتب وسرني أن يجد صوتي صدى لدى الأحبة القراء وكانت التعليقات سلبا وإيجابا تسرني ولم أكن أشعر بتطرف أو عدائية في التعليقات وكانت الأمور تسير بقليل من الغضب أحيانا وكثير من الحب أحيانا أخرى , وقليل من الانزعاج أحيانا وكثير من السرور والضحك أحيانا أخرى فاكتشفت أصدقاء أعزاء في موقع سيريا نيوز لم أكن لأوفق في التعرف عليهم لولا أصابع القدر الحكيمة التي أشارت بأصبع الدليل

 

علي أن أشارك الناس بما لدي هنا في سيريا نيوز وكان ما هو مقدر ثم تنبهت إلى أن بعض المشاركات من النوع العاطفي تجذب نمطاً من القراء غير الذين تجتذبهم الكتابة الجادة حول مواضيع شتى وكان أحبة المواضيع الوجدانية أكثر الناس تفاعلا مع ما كنت أكتب ثم لاحظت بعد أن بدأت عاصفة الأحداث في سوريا أن القراء والكتبة جميعهم امتهنوا حرفة التحليل السياسي وانخرطنا جميعا بين مؤيد ومعارض في سجال الكاتب والناقد

 

وبيت القصيد هنا أن ما لاحظته في الآونة الأخيرة هو سياسة كم الأفواه ومصادرة الرأي والمحاسبة والمحاكمة على الرأي الأخر فلم أعد أشعر بالراحة وأنا أعبر عن رأيي وأكتب عما أؤمن به من وجهة نظري وكم كان حجم الكلمات القاسية والخارجة عن سور الآداب العامة كبيراً والتعليقات التي تنكر علي حق التعبير فقط عن رأيي فظة و بها توتر واضح وصل حد التهديد أحيانا والوعيد أحيانا أخرى مما جعلني أفكر حول رواد هذا الموقع رغم حبي له وهذا شأن كثير ممن التقيت بهم ممن يشاركون فيه بقلمهم ورأيهم

 

فما الذي يجري ؟ وماذا يحدث إن عملنا إسقاطاً مما يجري هنا في هذا الموقع على الذي يجري في الخارج على أرض سوريا الحبيبة والقصد أن سياسة ونهج الإقصاء والتصفية لكل من يخالفهم الرأي موجودة هنا وبحضور قوي جداً لدرجة أنني صرت أقرأ كتاباتي التي أود مشاركة الناس بها عدة مرات قبل نشرها وكم عدلت من الكلمات والمقاطع فيها حتى أنني أحيانا صرت أخسر تماسك الموضوع في محاولة عدم إثارة غضب من لا يقبل الرأي الأخر

فأين الحق فيما يحدث على مستوى مصغر ( بين مجموعة من هواة الكتابة والقراءة ) وأين الباطل ؟

 

هل يحق لي نشر كل ما أكتبه وأشعر به وأومن به ؟

هل أصبح فكر إقصاء الأخر لأن فكره لا يوافق فكرنا الدين الجديد واليقين الجديد ؟

هل الشك بين مجموعة من الناس اشتركوا في موقع واحد صار النهج الجديد للحياة فلا أقبل كل ما تأتي به ولا تقبل كل ما أتي به والشك فيك مقدم على الظن الحسن ؟

هل ما يحدث في سوريا الكبيرة هو نفس ما يحدث في هذا الموقع ؟

 

ولن أقدم أدلة على كلامي فكل من كان يتابع الكتابات المؤيدة والتعليقات عليها لابد وسيعلم عما أتحث هنا وكم كان يهزني ويمزق فؤادي تطاول بعض الناس على كتاب وشخصيات محترمة و كبيرة حتى أن أحد الكتاب المشهورين جدا في الكويت وأخر من مصر لم يعودوا لطرح مساهماتهم هنا لما وجدوا إسفافا في التعليق واستخفافا بهم فقالوا مالنا ولهذا الموقف الذي نضع أنفسنا فيه

وهذا الكلام نقله لي أحدهم وجها لوجه وهو شخصية مرموقة وذات مكانة اجتماعية بارزة وذو أياد بيضاء على كثير من الناس وهم لا يشعرون

 

أنتم تطالبون بالحرية فأين أصغر مصادق الحرية في مصادرتكم رأينا ؟

أنتم ترفضون كل ما يقوله الطرف الأخر فأين العدالة بأن نعيش وندع غيرنا يعيش أيضاً ؟

 

هل أنتم مسرورون من الحالة التي وصلت إليها بلد الحيف والضيف سوريا , سوريا التي أوت وتأوي ملايين العرب والنازحين والمشردين لقد صرنا نازحين بسبب طلبكم للحرية

كل كلمة أقولها أشعر بأنها تحتاج نقاش كبير لقد ضاع التماسك القوي الذي كنا ننعم به وتشرذمنا وصرنا فرقا و تبعيات وكل ديك على منقبته صياح أخجل من كوني من أتراب هؤلاء المخدوعون ( من أجيالهم ) ولست أعلم ما تخبئه الأيام المقبلة ولكني اسأل الله لكم الهداية من وجهة نظري ولي أن يفتح بصيرتي ويوسع قلبي ليتسع لكم

 

هل ما يجري في سوريا ثورة حقا ؟ ! أم أنها خطة معالمها بدأت تتضح وصار التراجع عنها خطرا لأنكم راهنتم على الحصان الخاسر

 

أخيراً أقول لكم كفى تناقضاً وكما للأفواه ومصادرة لرأينا وتخويفاً وإرعاداً وزبداً كفى لقد سئمنا

 

سوريا ستبقى وسترحلون ولن يكون مقلبكم إلى خير طالما أنكم تؤمنون بالقتل والسلب والاغتصاب عجيب أمركم كيف انقلبت الموازين عندكم حتى صار الجيش العربي السوري عدوكم وإسرائيل صديقتكم

 

نعم هناك فساد في مؤسسات الدولة وهناك قبضة بوليسية حديدية وهناك رعب في قلب المواطن السوري ولكن في المقلب الأخر لقد فهم أولوا الأمر في سوريا أن الشعب يريد الخروج من تحت نير هذه السيئات إلى التحضر والمدنية التي يخالطها كثير من الحريات والعدالة الاجتماعية وقد آن آوان قطف الثمار فلا تتمادوا في الذهاب إلى التطرف بل تعالوا نجني ثمار المرحلة السابقة واللاحقة معاً ونبني بلدنا لتكون أنموذج التعايش السلمي والحضاري بين أطياف المجتمع السوري كافة

 

لا تهدروا دماء الشهداء على بلاط الملوك والأمراء المأجورون والخونة

أليس هذا الحق اليقين أتركوا الشك واطردوه من قلوبكم فلا مكان للشك بين الأشقاء وفي المكان الذي يوجد فيه الحب لن يجد الشك طريقا إليه

فما بالكم ضعتم وضيعتمونا بين الشك واليقين

لجين المتألمة

 

2012-04-20
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد