news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
فجر الإصلاح الموعود...بقلم : ياسين عبد الكريم الرزوق

جاء وعد الحق, وها هي شمس البرلمان قد أشرقت في فجر الإصلاح الموعود ؛ وهنا تحضرنا آلافٌ من التساؤلات كيف لبرلمانٍ أن يشرق وشمس الأمان و الاستقرار ما زالت محجوبة ؛و كيف لفجر إصلاح ٍأَن يبزغ  و ما زلنا في عتمةِ صراع ٍ دمويٍّ يبدو أنَّه طويل.

فها هو الشعب السوري يدخل مضمار حياةٍ برلمانيةٍ جديدة بِبَرلمان ٍ يطفو على أبحرٍ من الدماء و سيولٍ من دموع البكاء والعويل و الحزن والفراق و فقدان ِ الأعزَّةِ و الاشتياق .


ندخل هذه المرحلة و نحن نتساءل في وسط هذا العباب من أمواجِ الظلمةِ الحالكة التي تعصفُ بنا بكلِّ المقاييس ؛هل ستنتهي الأزمة؟ وما مصيرُ الحياة في سورية الحياة التي دخلت مدخلاً حرجاً عنوانه البارودُ والمدفع و الاحتيال والاغتيال و قطاع الطريق و دمٌ على كلِّ بابٍ قد أُريق .

 

ليتَ الأزمة تُختَصرُ بكلمات المواساة والمناجاة و المناشدة والمعاهدة .

الأزمةُ في سورية دخلت مرحلةً مفصليَّة عنوانها دماءٌ روت تراب الوطن و أحلامٌ اغتيلت على أبوابه و رصاص غدرٍ اجتاز جدرانه ونوافذه.

ولكن نعود لنقول:هل ستبقى دماءُ شعبنا تسيلُ في المضمار؟ أين الساسة والسياسيون؟ أين أعلامُ و رواد الوطن الذين كانوا بمنزلة الأقمار؟

أَمْ أنَّ الأزمة خسفت أقمارنا, و غيَّبَت ضوءها , و أزاحتها بعيداً فلا أضاءت ليلاً ولا استمدَّت نوراً مِنْ نهار.

و ما زلنا نسير و الدربُ مهما طال والتضحيات مهما عظمت لا بدَّ للشمس أن تبزغ بخيوطها البرلمانية الذهبية ؛ فدرب الأحرار مغطىً بالدم .

والشعب السوري بشيبِه و شبابه و أطفاله ونسائه لا ولن يبخل بدمه على الوطن ؛ فالوطن فوق كلِّ الرؤوس وأعظم من كلِّ التضحيات و حقُّه علينا أنْ نحمي حماه ونذود عن حياضه في المحيا والممات.

 

و بعد كلِّ ما أسلفت لا بدَّ لي أن أقتبسَ من عظيم كلمات الكاتب الكبير محمد الماغوط :

 

في الحرية بمقاييسها البرلمانية والتعبيرية والصحفية وهنا الماغوط بلسانه السليط و نقده اللاذع لم يستثن ِ رؤساء وحكام الدول العربية برسمهم دروب حريَّةٍ ديمقراطية لكن على مقاسهم ناسين أو متناسين أنَّ الشعوب في رسم ديمقراطيتها لها الحظُّ الوفير و دوماً بقراءة التاريخ والجغرافية الخلود يكون بتكامل الأوطان والشعوب و الأنظمة هي وليدة حالةٍ وطنيةٍ تكامليةٍ ديمقراطيةٍ لا رؤيةٍ من منظارٍ واحد تحت سقف الإرهاب والتعسفيَّة حين قال في عص أنور السادات بكتابه الشهير سأخون وطني :((و في عالم الحريَّةِ والصحافة،قلما خلا خطابٌ له من التحذير والوعيد بكلماتٍ أصبحت تقليدية بالنسبة له مثل"الفرم والسحق والطحن"حتى لو عُرضت هذه المفردات التي أُطلقت على مدى ستِّ سنواتٍ في تقريرٍ مغفل من التوقيع إلى معهدٍ للدراسات النفسية و الاستراتيجية في العالم لإبداء الرأي في مدلولها ، لما تردَّد في القول إنَّها لا يمكن أَنْ تصدر عن رئيس دولة مؤمن بالحريَّة , بل عن لحَّامِ بصطرما))

 

فالشعب له اليد الأولى و السحر البديع في رسم خارطة الحرية و خطِّ الحياة البرلمانية و ترتيب معاني الديمقراطية وفق حالةٍ من النضوج الفكري وتحت سقفٍ لا يتلاقى مع غيوم الطائفية السوداء المقيتة و يعتمد في نهجه السياسي مبدأ الأكثرية الحزبية لا أكثرية المحاصصات الطائفية الهلامية.

و على كلِّ حال و من المحال أن يرضى السوريون بالإملاءات الهادفة للفتنة وبالتدخلات الخارجية التي من ورائها تدمير البلدان و تمزيق الأوطان.

2012-10-04
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد