رغم كل السنين التي مرت فلا زلت أمرُ بحيٌك الدمشقي القديم... ولازلت أرسم كل قلوب المحبين على جدرانه .. ولا زلت أيضاً أحفر اسمينا على ياسمينه وليمونه.. ولا زلت أراك تقفين على شباكك الخشبي تحدٌقين كما الحمامات....
ولا زلت تهمسين(أحبك) ... وتصرخين(أحبك).... وتكذبين(أحبك)...
ولا زلت تدغدغين روحي بكلماتٍ سحرية... يا سيدتي:
لقد صنعت لنفسك في قلبي إمبراطورية.. وكنت أنا وحدي الشعبَ والضحية... يا ساحرتي:
لن أكذب إن قلت أني استنشقتك مع الهواء... وبأنك تغلغلت فيٌ وبأنك احرقتني ...قتلتني...دمرتني دونما قضية... عذراً فلربما كان اخلاصي بحُبك هو القضية... أو ربما لأنك كنت سيدة الإمبراطورية....
أرجوك يا سيدتي دعيني ..دعيني أرحل وأعيدي لي قلبي ان أمكن ؟؟
دعيني أرحل مع آلامي و أحزاني وهبيني قلبي الذي سميته عرشك الأوحد... تعلمت بثقافة المجانين أن الرجال لا يتألمون... وأنهم لا يحزنون.. وأنهم أبداً لا يبكون... ولكني كذبت على نفسي وسئمت كثرة الشعارات ... أريد أن أبكي يا سيدتي فهل هذا من المحرمات؟؟؟
إذاً دعيني أبكي دعيني للمرة الأولى استمتع بطعم البكاء.. دعيني أبكي على قلبٍ دمرته بالكذب والنفاق...