news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
هل تجرؤ على الاعتراف بعيوبك؟؟... بقلم: طرطوسية
syria-news image

مهندسة لامعة, سيدة بكل معنى الكلمة, لا يستطيع كل من ينظر إليها إلا أن يبدي إعجابه بها, امرأة جميلة


لم تدخل خريف العمر بعد, على الرغم من اجتيازها عتبة الأربعين, إلا أن كل من يقترب من منطقتها حلّت عليه نقمتها.

إنها من النساء الأنانيات اللاتي لا يتحملن مشاركة الآخر... حب الذات عندها والرغبة في التّملّك ليسا تقليديين .

 

تعتبر مكان عملها ملكاً لها, بمكانها وجدرانها وكراسيها ومكاتبها, وأي موظف جديد يأتي يثير فيها مشاعر الغضب, حتى لو لم يكن ضمن مجال عملها مباشرةً.

 

اعترفت, وأعتبر كلامها فيه الكثير من الشجاعة, الشركة التي أعمل فيها ليست ملكاً لي, فأنا مجرد موظفة ذات موقع مهم في أحد الأقسام, ومع ذلك أشعر بأن أي غرفة في الشركة ملك لي, أنزعج كلما جاء موظف جديد حتى لو كنت على يقين تام بأنه لن يأخذ من موقعي شبراً واحداً, أعمل كل ما بوسعي لإبعاده حتى إلى مكان أو وظيفة أفضل, فأنا لا أريد أن أقطع نصيبه, فقط لا أريد مشاركته في نصيبي.

 

عندما وصلت مهندسة شابة إلى الشركة بهدف التدرّب قبل التعيين, لم أتخيلها معي في المكتب نفسه, رغم أن الشابة كانت تعاملني بمنتهى الاحترام.

 

قمت بتعريفها على مهندس يعمل في الشركة ويبحث عن عروس بعد أن وصفتها له بأنها من أحسن الصبايا وأفضلهن, والنتيجة كانت أنها قبلت الزواج به, وتركت الشركة لعدم توافق دوامها مع دوامه.

 

هي تصر على أنها قدمت لتلك الشابة فرصة العمر, فكل ما كان يهمها هو ابتعادها عن مكتبها وتركها منفردة به, رغم أن ذلك يكلفها جهداً إضافياً حتى يستغني المدير عن تعيين أي موظف جديد يزاحمها في عملها الذي ترفض المساومة عليه.

 

رغم أن الوليمة كبيرة ومتنوعة إلاّ أن هناك نوعية من البشر لا تقبل أن يمد أحد يده عليها, على الرغم من تخمتهم!!

* * * * * * * * *

الأنانية: إنها من أسوأ الصفات التي قد يحملها الإنسان, ولكن المحيطين بنا غالباً ما يكونون السبب في تمادينا بأنانيتنا. فحين لا يردعنا أحد عن أخطائنا تصبح عادة نمارسها بكل تلقائية وعفوية كما لو أنها مبررة.

 

المزاجية: إنها صفة تسبب لنا خسارة الكثير, فالغير لن يتقبل الشخص المزاجي المتقلب من حالة نفسية إلى أخرى دائماً... المقربون الذين يفهمون طبيعتنا قد يقدرون الظروف النفسية التي نمر بها, ولكن من تربطنا بهم علاقة سطحية لن يتفهموا الأمر ولن يستوعبوا مزاجنا المعكّر.

 

طيبة القلب: التي يفسرها الكثيرين تفسيرات خاطئة, ويطلقون على كل من يسامح ويغفر ويتعاطف ويبرر ويحترم الغير, صفة الغباء الاجتماعي, حتى يصبح طيب القلب هو الخاسر في معركة الحياة.

الصبر وسعة الصدر وعجز الآخرين عن استفزازنا قد يعتبره البعض عيباً, لأن الآخرين يعتبرون رحابة صدرنا ضعف, فالآخر يتمادى كلما وجدنا صامتين عن تصرفاته الاستفزازية, ويعتبرنا عاجزين عن إيقافه عند حده, والمشكلة أنه يصدق أنه المتفوق!! وبدلاً من تقدير تفهمنا, يعتقد أننا ضعفاء.

النرجسية: الغرور والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب, ولو على حساب الآخرين, الاستغراق في الشؤون الداخلية بدرجة كبيرة, الطموح الزائد بأي ثمن ..الشعور بالعظمة مع مشاعر شديدة بالنقص والاعتماد على الإعجاب الخارجي وهتاف الاستحسان.. الرغبة المستمرة في البحث عن الألمعيّة والقوة والجمال من أجل الإشباع.. عدم القدرة على الحب والتعاطف مع الآخرين ..الحيرة وعدم الرضا عن النفس.. استغلال الآخرين وعدم الرأفة بهم.. الحسد الشديد وتحقير الآخرين ..كلها صفات تندرج تحت مسمى النرجسية, حيث يميل هؤلاء نحو إعطاء قيمة عالية لأفعالهم وأفضالهم على الآخرين

 

الصدق والشفافية: غالباً ما تجلب المتاعب, إذ بإمكان الشخص أن يتجنب تلك المتاعب ويختصرها لو استعمل القليل من الكذب أو التّجمّل لتبرير تقصير ما, أو موقف محرج تعرض له, ولكن حامل هذه الصفة لا يتقن اللّف والدّوران مما يكلفه ضريبة غالية في علاقاته الاجتماعية.

 

العصبية وسرعة الانفعال: التي تجبرنا عادة على الاعتذار, وهي صفة غير مستحبة في المرأة خاصة أنها تسبب تغييراً في ملامحها الأنثوية الرّقيقة, مع أن معظم النساء العصبيات سريعات الهدوء... وغالباً ترجع عصبية النساء إلى التقلبات الفيزيولوجية التي تمر بها من فترة لأخرى.

 

الجرأة / الخجل: الجرأة من الصفات السلبية بالنسبة للمرأة, فالمجتمع الشرقي لا يحبذ المرأة التي لا تحيط نفسها بهالة من الخجل الذي يفضله الناس حتى لو كان مصطنعاً, ويفضَّل أن تبقى مترددة لا تعرف ماذا تريد, فمن لا تتقن إحاطة نفسها بتلك الهالة ستتعرض لسوء الفهم ووجع الرأس.

مقابل جرأة المرأة هناك صفة الخجل عند الرجل, فعدم الجرأة والخوف من نتائج القرارات والأفعال يعتبر صفة غير مستحبة في الرجل, وعلى الأغلب هي نتيجة عدم الإحساس بالمسؤولية أو عدم تقبل الانتقاد من الآخرين.

كثرة الكلام: فحين نتكلم كثيراً قد نقول أشياء لا يجب قولها أو حتى التلميح إليها, فنقع في شر لساننا.

معظمنا يلف ويدور ونحن نفكر في كشف عيوبنا.. آملين في التهرّب من لحظة صدق نقول فيها الحقيقة, من دون رتوش, فالوقوف أمام المرآة والتوقيع على كل ما نراه مسألة تتطلب الكثير من الشجاعة والجرأة على القول بصوتٍ عالٍ "هذه هي عيوبنا", خاصة أمام أناس غرباء لا يهمهم معرفة عيوبنا ومحاسننا.

 

معظم العيوب تُخلق مع الإنسان كما الحسنات, إنها طبيعة البشر, وفي الحقيقة هي ردود أفعال لما هو حولنا ولكنها تؤخذ ضدنا حين تكون مؤذية للآخرين.

 

ملاحظة: هناك صفات سلبية كثيرة ولكنها تندرج ضمن الصفات المعيبة والمخجلة, كالطمع والجشع والكذب والخيانة... الخ من الصفات المنبوذة أخلاقياً واجتماعياً ودينياً, والتي ينكرها حاملها مهما كان صادقاً وشفافاً حتى مع نفسه, لذلك لم أتطرق إليها واكتفيت بالعيوب الخفيفة التي يحملها معظمنا, ولا نجد ضرراً من الاعتراف بها أمام الآخرين.

2011-02-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد