news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الربيع السوري ... الخرافة..القاتل.. والضحية ... بقلم : نمير سعد

كيف يمكن لما اصطلح على تسميته بالربيع  أن يكون قاتلاً ؟! .. وكيف له أن يكون ضحيةً في آنٍ معاً ؟!!.. ، لو استعرضنا مجريات الأحداث في وطننا العربي منذ إنطلاق شرارة الإحتجاجات في تونس ،ثم مصر ،  وصولاً إلى اليمن وليبيا والبحرين ، فالاردن والجزائر والمغرب (..وإن بدرجةٍ أقل..) واخيراً وليس آخراً ، سورية ، فهي لن تكون المحطة الأخيرة بكل تأكيد ، والقادم من الأيام سيثبت صواب هذه النظرة من عدمه...  .


لو تمعنا في حال تلك الكيانات قبل ساعة الصفر ، أي لحظة إتخاذ القرار العالمي ، الذي خطط له على مدى أشهر، وربما سنوات ، وهذه قناعةٌ راسخة تستند إلى الحجج والبراهين والوقائع ، والأدلة الدامغة ، إذاً قبل إتخاذ القرار من دوائر القرار ، الصهيوامريكية ، وأدواتها التنفيذية ، والتي كان على رأسها ، بعير البادية ونوقها ، ممن زحفوا لاهثين للتحالف مع الشياطين التي هم يعلمون علم اليقين ، أن هدفها الأول هو حماية مصالح إسرائيل والسيطرة على مقدرات المنطقة ، والتحكم بالقرار السياسي لأصحاب المعالي ، والسمو ، والجلالة الأذلاء الراكعين ،وما انفكوا يسوقون المبررات لشعوبهم أن تحالفهم هذا ما هو إلا للوقوف بوجه دولة الفرس (..الإسلامية ..) ويصورون الأمر وكأن إيران الصفوية تخطط لاحتلالهم ، أو أنها قادرة على ذلك ،إن لم يكن الشيطان حليفهم...  .

 

 

  إلى أن  أصبحت تلك الأوهام حقيقةً متجذرة وراسخة في عقول أفراد  قبائل الصحراء ، وزعماء تلك القبائل ،  الذين  دفعهم حقدهم وجرثومة الطائفية المعشعشة في أدمغتهم ، وابتلائهم بخيالٍ مريض ، رسم لهم ملامح المرحلة المقبلة ، واعطاهم فيها دور القيادة والريادة ، وكيف أن القزم منهم سيغدو مارداً ، والجاهل سيمسي عالماً ومنظراً ، تدرس نظرياته وأفكاره في جامعات أوكسفورد ، وهارفارد ، والسوربون ، التي جهزوا أو اشتروا الغليون وغيره ممن وأدوا حسهم الوطني ،و باعوا كرامتهم في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر أو يعد بالمزيد ، كي يقوموا بالمهمة كما تأتيهم  الأوامر من أسيادهم ...  .

 

وكانت مشاركة المزيد من أعضاء نادي الشياطين و الوصوليين و الخونة ، أمراً مطلوباً ومرغوباً و ملحاً ، فكان أن تقدمت تركيا بشخص أردوغانها الطامح لمجدٍ يفوق  أمجاد أتاتورك ،

 

معتمداً على قاعدة إخونجية ظواهرية دموية لا تعترف بالآخر ، مبهرجة (..ومبروظة..)  تحت إسم العدالة  والتنمية ،تلك الخدعة التي انطلت مع الأسف على البعض ولو لفترة محدودة ..

 

 أليس الأردوغان هو من قال يوماً في إحدى خطبه الرنانة في نهاية التسعينيات  :((..مساجدنا ثكناتنا ، قبابنا خوذاتنا ، مأذننا حرابنا ، والمصلون جنودنا ..)) وهي المقولة التي دفع ثمنها باهظاً آنذاك ، ألا تختصر هذه المقولة مشهد الشتاء السوري بشكلٍ خاص ، ألم تكن هذه المقولة نبراس ثيران الشتاء السوري ، ألم تطبق على أرض الواقع ، وكأنها  تعليمات قائد عسكري لجنوده ، أو شيفرة حربية يتم اتباعها وتنفيذها بشكلٍ دقيق و حرفي ، تذكروا معي ولا يعقل أن نكون قد نسينا ولن ننسي ، كم من المساجد وبيوت الله اتخذت متاريس ومنصات للقناصة  ومستودعات أسلحة ، لاحظوا أن الثورة السورية (..السلمية..) ، كانت بخلاف جميع ما سجل في تاريخ الثورات  (..ثورة الجمعات ..).. وكان المركز لكل تحرك في أية قرية أو بلدة أو مدينة هو المسجد ...  .

 

 اردوغان هذا يا سيدات ويا سادة  ، أراد مخرجاً ما للمشكلات  التي تعانيها تركيا ، فمن ناحية لديه المسألة الكردية تجثم على صدره كالقنبلة الموقوتة ، ال-20 مليون كردي لم ولن ينسوا المجازر التي ارتكبتها بحقهم الحكومات التركية المتعاقبة ، التي قتلت  مئات الآلاف ، و شردت نحو نصف مليون آخرين ، ودمرت آلاف القرى الكردية ، ولديه مجازر الأرمن إبان عهد السلطان عبد الحميد الثاني  ، التي ستبقى ما بقيت تركيا وصمة عار في تاريخها ، ونقطة خلاف مع الغرب ، وعامل توتر  في العلاقة مع الجارة أرمينيا ، ولديه أيضاً  المشكلة القبرصية العصية على الحل ...  ، ولديه قبل هذا وذاك معارضة يشتد عودها ، وتزداد تنظيماً وتنسيقاً ، حتى باتت كابوساً يؤرقه ، أو إنذاراً من مركز الأرصاد ، بأن هزةً ما قد تودي به و بطموحاته الخرافية ... هي أمرٌ وارد ، لكن المسألة رهنٌ بعامل الزمن والمفاجأت .  

 

واخيراً أحلامه و أوهامه المتلاشية المتبخرة بالإنضمام للنادي الأوروبي ، هذا النادي الذي قدم من أجله التنازل تلو التنازل ، طمعاً بالحصول ربما على مرحاض فيه ، لكن الأوروبيون خذلوه المرة تلو المرة ، ولم تكن أحلامه تلك أفضل حالاً من أحلام إبليس بالجنة ... .

 

وجد هذا الطامح السلجوقي في الدعوة التي وجهت له من الذين استمرأ تجرع الذل على أياديهم ، وأدمن أمامهم لعب دور المنطاد أو البالون أو الفقاعة الهوائية ، وجد في تلك الدعوة من قادة المؤامرة  المغامرة له ليلعب دور الخفير الجعجاع في فيلم (..الربيع العربي ..) المزعوم ،، فرصةً سانحة لتحقيق ما عجز عن تحقيقه عبر التذلل والتوسل والإقرار بدونيته في علاقته مع الغرب ،أو ... عبر النفاق والتذلف والتملق في علاقته مع ملوك وأمراء النفط العربي ...... فلاسفة وعباقرة ومنظري وواضعي أسس وسبل التعاطي مع الشتاء السوري حصراً  ، أو ... عبر النفاق والخداع في علاقته مع العالم العربي والإسلامي ، بدءًا من مسرحية دافوس الشهيرة وصولاً إلى تمثلية طرد السفير الإسرائيلي مؤخراً ، ........

 

لهذه الأسباب كان لعب دور الخفير الجعجاع فرصةً لتحقيق نجومية لطالما حلم بها هذا العثماني الواهم ، و كنا نراه أحياناً ولشدة حماسه و رغبته في إظهار مهاراته وقدراته يخرج عن النص  ، ويتبرع بجعجعات إضافية  لم ترد ربما في السيناريو ، ... نستطيع فهم وتبرير الإرتباك والضياع واللعبجة وأحياناً البلاهة التي كانت تصيب فريق العمل التركي بزعامة النجم اردوغان ، فهو يريد أن يثبت بشتى الطرق للجهة المنتجة (..الأداة ..) شركة حمد ، أبو متعب ..اخوان .. ، أنه قدها وقدود ، طمعاً بزيادةٍ أجر أو علاوة ، ويريد إلى جانب ذلك إظهار مهاراته

 

لقادة المؤامرة في الغرب وإثبات أن ما من كومبارس آخر يستطيع مجاراته في لعب دور الخفير الجعجاع  ، هنيئاً للإخونجي المستتر بنقاب الحداثة والعلمانية بهذا الدور الوضيع ، على أمل أن يصل يوماً إلى مرتبة فعل الجعجعة في زمنه الماضي ، فيقال عنه عندئذٍ أنه قد.... جعجع .... عله يأخذ العبر من رئيس حزب القوات اللبنانية  سمير جعجع الذي لم يتوقف يوماً عن الجعجعة ولم يحصد سوى أصداء جعجعته... .

 

وكان لزوم هذا العمل الهوليودي الدنيء بعض اللبيسة.. والشليحة.. لنجوم العمل ، فكان أن إتفق على الإستعانة بمن ذاع صيته بالشلح والتشليح ، والذي وكما يظن الكثيرون قد أصابه إرتخاء بالفك السفلي ، وربما بأجزاء أخرى من جسده المخنث ، أثناء شلحه وتشليحه في مكان ما من البادية ، أو ربما في باريس أو في بيروت في (..قريطم ..) ...  .

 

أتاه الأمر من أباه الروحي(..صاحب نظرية .....´ما لك لا حظ  ولا نصيب ´.. )،بالنيابة عن الشركاء والوكلاء الحصريين ، وبالأصالة عن نفسه ، وهو الأصيل ورمز الأصالة ، ببدء العمل ،

 

لكن كلمة تشليح ضاعت عنها نقاط حرف الشين فأضحت تسليح  ، ليس معلوماً  حتى اللحظة كيف حصل الأمر ، هل عبقرية الكاتب الفذ أبو متعب ، وذكاءه قد خاناه ، أم أن الأمر قد حصل عمداً ، لغايةٍ في نفس يعقوب أو متعب ، ....أم أن .. سعدو.. هو من أخفى النقاط الثلاث ، إما لعلمه أن لفعل الشلح والتشليح في سورية ومع السوريين عواقب وخيمة ليس أقلها إرتخاء عام لا شفاء منه ، أو لأن غله  وحقده ورغبته بالإنتقام والثأر لكرامته التي مرغت بالطين مرات عديدة على يد السوري ، طغت على ادمانه لهوايته  المحببة وشهوته لممارستها ...  .

 

إن تهريب السلاح الحريري من لبنان إلى سورية ، بدأ قبل الخامس عشر من آذار ..يقول قائل ..، وان الخفير الجعجاع بدء في التدرب على جعجعاته التي سيطلقها،  أيضاً قبل هذا التاريخ ،.....يضيف آخر ..(..على  طريقة المنافق فيصل القاسم التي قرفناها ومللناها..) ، وهنا أردت الوصول إلى  حقيقة يعرفها القاصي والداني  ، وهي قيام أدواتهم الإعلامية وبشكلٍ خاص ..الحمدية .والبندرية .. بلعب الدور الأساس في ما بات يعرف بحرب الفضائيات القذرة ، وكان كركوزات ومهرجي ما اصطلح على تسميته في قواميسهم برموز المعارضة السورية ورجالاتها الأشاوس على أهبة الإستعداد ، وكذا كان حال الزمرة التي نالت لقب رجال التنسيقيات  ، والنشطاء الحقوقيون ، وشهود العيان ، و كان هناك من تدرب في لبنان والأردن ودول أخرى ، على خوض حرب العصابات والقيام بأعمال النهب والحرق والتخريب ، ولا ننسى طبعاً فريق حملة السواطير والديناميت وبنادق البومبكشن ، السلميين جداً جداً ،  كان كل شيء جاهز ، ولم يكن على الإطلاق نتيجة هبوب رياح الخماسين القادمة من مصر وتونس  ،  كان فريق العمل جاهزاً  ، وبانتظار سماع (.....الأكشن ....)  من مخرج الفيلم الخرافي ، هذا المخرج  الصهيوني الدم والروح والعقيدة والمبادئ والأهداف ، والمتعدد الجنسيات ...  .

 

نعود إلى مسألة القاتل والضحية ، فهذا الذي يسمى مجازاً بالربيع كان يفترض به لو كان بريئاً عفوياً وصادقاً  وربيعاً تزينه الورود وتعبق منه طيب الروائح ،  أن يسلك أصحابه ورواده طريق الاحتجاجات السلمية بحق   وأن يكون جل مبتغاهم الوصول والحصول على مطالبهم ، بالمزيد من الحرية وبتحقيق الإصلاحات المنشودة في المجالات السياسية والإقتصادية والإدارية والإجتماعية والتنموية والفكرية والإعلامية ، وفي كافة مناحي الحياة الأخرى   ، ولقد عبرت القيادة منذ بدء الحراك الذي إتخذ العنف لغةً ووسيلة ، و-على لسان الرئيس الأسد عن استعدادها للتجاوب معها ، وقد حصل هذا فعلاً ، يفترض هنا بأبطال الربيع السوري أن يتجاوبوا مع تجاوب القيادة السورية ، وأن يتركوا النقاط الأخرى العالقة لجدولٍ زمني يتم الإتفاق عليه ..، لكنهم لم يفعلوا ، ........ لماذا برأيكم ..؟..، لأن لكل منهم أسبابه ودوافعه وإن جمعتهم قواسم مشتركة كثيرة ، يمكننا هنا أن نقول ، تعددت الأسباب والدوافع ، وبنك  الأهداف والضحايا ...واحدة .

 

(.. و لو سلمنا جدلاً..) بربيع كان في حالته الجنينية ، فإنه أجهض قبل أن يلد ... ، وإن قال قائل  ، أنه ولد بالفعل بدليل أن براعم أزهاره تجلت في بعض المظاهرات المحدودة ذات الطابع السلمي ، عندها سأرد بأنه والحالة هذه قد وئد في مهده ، بل تم العمل على تحويله إلى مخلوق مشوه ، وهنا تتجلى حقيقة أنه كان أول الأهداف و أول الضحايا  ، ليتم استغلاله  لاحقاً وإستخدامه  كرأس حربة .. أن انظروا يا احرار العالم ويا جماعات وجمعيات ومؤسسات ونشطاء وحماة  حقوق الانسان ،  واشهدوا كيف تداس البراءة وتسحق الطفولة    (...ولنا في الطفل المعجزة حمزة الخطيب خير دليل فقد جمع بين براءة الأطفال ..´ حسب الصورة المبروزة و- القديمة على ما يبدو  ´ تلك الصورة  ذائعة الصيت ،  والتي تصدرت خلفيات شاشة الجزيرة لأشهر عديدة ولا تزال  ...وبين إشارة الإستفهام حول سبب ومغزى تواجده مع القتلة أثناء هجومهم على مساكن الضباط في درعا ..) وهنا بيت القصيد ، فقد كان أمراً ملحاً وضرورياً لفريق المتأمرين تحويل الطفل إلى مقاتل أو قاتل أو (مقتول) لا يهم .. كان همهم أن يراق الدم السوري ، وكلنا نذكر أولى المشاهد التي رصدت فريق الملثمين بالجرم المشهود ، ثم تتالت المشاهد حتى أصبحت جزءًا من برنامج حياتنا اليومية ، ... ،

 

أؤكد هنا على قناعتي المطلقة أن  ربيعهم الإفتراضي بالنسخة السورية  لم يكن  إلا وباءً إبتلى به الجسد السوري وجرثومة اصابت دمه النقي ،   وأن هذا المسخ  المشوه أراد له خالقوه  ، ذوي الدم اليهودي الصرف  حمد ،  وعبد لله ، وساركوزي ،  ورجب ،  والشقفة ، .. وخدام،  والحريري ، وعزمي ، وغليون  .. والقائمة طويلة و طويلة جداً ،أرادوا له أن يكون إعصاراً يدمر الكيان السوري ، و غولاً  ينهش هذا الكيان ، لكن ما لم يحسب له فريق اليهود حساباً ، أنهم يتعاملون هنا مع سورية ، مع المارد السوري وطنا وشعباً ، هذا المارد الذي أتاه غولهم الخرافي صاغراً ذليلاً  لينتحر عند أقدامه ، وليكون هو أول الضحايا لمؤامراتهم الدنيئة .... .

 

أما عن تسميتنا  لهذا الربيع الخنفشاري بالقاتل ، فلأنه إرتكب جرم القتل ، ولن يشفع له كونه مأجور وكونه  أداة وكونه مسير وكونه ضحية ، إذ لم يعرف السوريون في تاريخهم المعاصر ، قاتلاً مأجوراً  كهذا الذي يسمى مجازاً بالربيع القاتل ، الذي  قتل فينا روح التعايش ، قتل الأمن والأمان ، قتل جلساتنا  المسائية ، وحرمنا من متعتنا بشرب قهوتنا الصباحية ، نغص علينا أفراحنا ، وآلمنا ....آلمنا  حتى أصبح الألم عندنا عادة ، حتى اعتادت آذاننا  سماع زغاريد الثكالى ونواحهم ،،،،  حتى اعتدنا غصة حلقنا ، والدمعة المتحجرة في عيوننا ،،،، هو قاتل لأنه تعرض لقدس الأقداس  ، لرجالات جيشنا  ، رمز عزتنا  وفخرنا  وكرامتنا ، فكان دمهم الطاهر  الذي اراقة هذا المسعور المأجور ، نقطة التحول ،  وبداية النهاية ، لأنه فجر في عقول وقلوب ودماء كل السوريين الشرفاء بركاناً من مشاعر الحس الوطني ، والإنتماء ، والإستعداد لافتداء الوطن ، و حماة الوطن ، بالغالي والرخيص ، وكانت تلك على مبدأ (..القشة التي قصمت ظهر البعير ..)... هي الحماقة التي اصابت ذاك الغول ، ومن معه من البعير ، والحمير ... في مقتل .    

 

2011-10-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد