news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
القرضاوي ونصر الله وخريف سورية ..المقارنة المستحيلة ...بقلم : نمير سعد

أعود مرغماً لأكتب مرةً أخرى عن سورية ، أقوم بذلك عن طيب خاطر لأنها سورية ،


لأنها حالة كونية خرافية مجبولة من العشق ، و لأنها نبض القلب ، ولأنها الدم الذي يسري في العروق ، لأنها الطعم اللذيذ ، والشهية المفتوحة ، فمذاق القهوة في سورية أطيب ، والتبولة في سوريا أطيب ، وكذا المحاشي و ورق العنب ...

 

 سورية التي فيها عبق الياسمين أزكى ، ومشهد الغروب أروع ، سورية التي تصارعت على إمتلاك قلبها آلهة القدماء ، وشياطين السحر ، ...سوريا التي لم يكن أمراً عبثياً أنها المهد ، مهد الديانات السماوية وموئل الحضارات الإنسانية ، بل كان تخطيطاً إلهياً ورغبةً ربانية ، ، وظاهرةٌ يتيمة الأب والأم ... لا أخ أو أخت لها ،و لا مثيل لها ولا مجال لاستنساخها ... ..

 

لكنني اكتب هذه المرة مدفوعاً بمشهدين اثنين ، مشهدين متناقضين في الشكل والمضمون السيد حسن نصرالله والقرضاوي ، وسأبدأ مع السيد نصرالله لأنه كان الدافع والحافز والمحرك للذهن للبدء بكتابة ما أكتبه الآن ، فقد قام الدماغ بعد مشاهدتي للمقابلة التلفزيونية مع السيد حسن نصرالله ، بإستحضار المشهد النقيض أو المشاهد النقيضة لخطب الشيخ الجليل الوقور الزاهد الورع المتفان يوسف القرضاوي ،وكانت المقارنة واجبة وكان إعمال العقل وإحكام المنطق لزاماً علي ، وكان أن فعلت ، وأن خرجت بخلاصة موجزة ، وقناعة راسخة ازدادت رسوخاً كلما اعدت التفكير في تفاصيل وجزئيات كلا المشهدين ، فبعد إنتهاء اللقاء التلفزيوني مع السيد حسن نصرالله ، أصيب الدماغ ودون إرادة مني بحالة من النشاط ، وبدأ بإجراء تلك المقارنة الغريبة ، وغير المنصفة بحق احدهما ..... تزاحمت الأفكار وتدافعت الأولويات ، لكنها كانت جميعها تندرج تحت ذات العنوان العريض .. سورية ... وكيفية تعاطي كلا الرجلين مع خريف المؤامرة على .. سورية .... وكان أن تلا تلك المقارنة ، مقارنة اخرى تغوص في جوانب شخصية كل منهما ، والصفات الشخصية المبنية على حقائق وليس مجرد ظنون أو تخاريف وأوهام ...

 

نجد أن السيد حسن نصرالله قد تناول الوضع في سورية بشكلٍ منطقي ، واقعي ، وجداني ،حين قال أنه مع كل حركات التحرر في العالم عموماً وفي العالم العربي خصوصاً ، لكنه أكد أيضاً على ثبوت وقطعية تفرد الحالة السورية وإنحراف أي حراك سياسي شعبي في هذا البلد عن العناوين البراقة ، الخداعة ، المزيفة ، والمصنعة ، وأن الهدف الحقيقي والغاية المرتجاة هي أهداف شيطانية وغايات تآمرية لإسقاط سورية كبلد وموقع ودور ووحدة تراب ..ولإسقاط النظام .وليس للمطالبة بإصلاحات سياسية وإدارية وإجتماعية ، و اوضح السيد نصرالله قبل ذلك الفرق الكبير بين النظام السوري الممانع المقاوم ..وبين أنظمة العمالة والخيانة والغدر ...العربية جميعها ...... .

 

تميز موقف نصرالله منذ بداية الأحداث الدامية في سوريا وتكشف الأدوار الخفية والخبيثة لعربان خليج فارس  ولفرقة السلاجقة ، ولشياطين الناتو ، ولباقي أعضاء الفريق من صبيان لبنان وأوغاد ما بات يعرف بالمجلس الوطني ، .. تميز موقفه بالهدوء والتعقل والرصانة والترفع فوق كل الإتهامات السخيفة والمضحكة بضلوع حزب الله في دعمٍ ميداني ولوجستي ، حتى وصل الأمر ببعض الأغبياء السذج أن ادعوا أن (..كوادر من الحزب تشارك على الأرض بقمع وقتل المتظاهرين ..)... شرح نصرالله ، وكان شرحه كافياً ووافياً ومنطقياً ومقنعاً لمن أراد الإقتناع ، وأوضح أن الأمر في سوريا مختلف تماماً ، وأن القيادة السورية أعلنت استعدادها ورغبتها الصريحتين للمضي في طريق الإصلاحات ، وأوضحت أن هذا الخيار بات أمراً حتمياً لا تراجع عنه ، وأن القيادة تريد فعلاً أن تصل بالبلد إلى بر الأمان ، وإلى حيث يتمنى كل السوريون بلا إستثناء .....،

 

 

ولكن الكثيرين بكل تأكيد سوف يهاجمون كلامه وآراءه ولن يكون مرد ذلك عدم قناعتهم وتأييدهم لم قال ، وانما بفعل نزعات طائفية ، تكفيرية ، سلفية ، لجماعات تدعي الإيمان والسلمية والفقه ، وهي غارقة في جهلها وتخلفها وغوغائيتها ...وبحر دماء الأبرياء الذين تحلل بفتاويها قتلهم و التمثيل بجثثهم ...أجل..

 

هكذا هي الحال وهذا هو واقع الأمر ، وإن نحن عدنا إلى من عاد يطل علينا ، وما أطال عنا الغياب ، ولا نحن لمرآه وهيئته وسحنته في إشتياق ، نعود لمن عاد.. وما كان..عوده بأحمد ... نعود للقرضاوي ، هذا الذي أتعبنا وأرهقنا ، وجعل حالة القرف عند البعض تصل حد الإقياء ، بل أن الأمر وصل بالبعض الآخر إلى أبعد من ذلك فأصيب بوباء العين الرافضة ، والأذن الصماء بمحض إرادة ، فلا العين تريد أن تكتحل برؤياه ، ولا الأذن ترضى سماع نشاذ آرائه وفتاويه .. فكان أن نافس وبشدة أميره وولي نعمته تشي غيفارا البادية حمد القطري ،  في حالة الرفض الشعبي السوري لرؤيته أو سماع صوته حتى تفوق عليه ونال لقب المرفوض الأول ،  والمنبوذ الأول ،  والمكروه الأول،  إلى جانب لقبه الذي تفرد به وبات يعرف من خلاله أكثر من إسمه الحقيقي ... شيخ الفتنة .....

 

 القرضاوي ..صاحب فتوى ".. ومالو .." وفتوى .. تحليل إبادة الثلث لينعم الثلثين.. وفتاوى فتنوية تحريضية تكفيرية دموية أخرى لا حصر لها ، عاد ليمارس دور المرشد والموجه والمنارة لشعبٍ لم يعد يطيق أن يسمع بإسمه ، عاد ليحرض أفراد الجيش السوري الأبي على إتباع فتاويه الشيطانية ، والإنشقاق أو بمعنًى آخر الإنتحار ، فأحدهم إن فعل سيكون كأنه لم يكن ، هذا العجوز الذي تفوق في دنيويته على تجار النخاسة ، هذا اللاهث أبداً لكنز المزيد من الأموال ، وهو الثري المترف المعروف رسمياً كواحدٍ من أثرى أثرياء رجال ألدين في العالم ، الذي باع قناعاته وعلمه وفقهه للوالي القطري عله يهبه المزيد .. فتجنيد القرضاوي لنفسه وعلمه ومركزه الديني و-خطبه الدينية وفتاويه ، في خدمة مخطط صهيوني ناتوي ، بتآمر وتواطؤ عربي وعثماني ، لتدمير سورية ، وإسقاطها كدور وحضارة وبث سموم الحقد و الكره و نبذ الآخر بين مكوناتها ، وتحريض فئات الشعب فيها على الإقتتال والعنف الطائفي ... هو أكبر دليلٍ على عمالته و على صحة الشبهات .. بل القناعات حول دوره المشبوه وانغماسه حتى أذنيه في مستنقع الشر ، وتفرده بلعب دور مفتي القتل والإجرام وسفك الدماء وقطع الرؤوس ... .وأقول هنا... ، كم هو الفرق كبير.. كبير .. وكم هي مقارنة ظالمة ولا تليق .. إن نحن أردنا أن نضع فتاوي هذا الذي وهب "بضم الواو " لقب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، مقابل كلمات السماحة .. وتعابير الغفران .. ومفردات العفو .. وقصيدة الشموخ والعلو والإباء والتعالي على الجراح ... التي نطق بها جميعها سماحة الشيخ أحمد بدر الدين حسون في رثاء والده ، بل في تقديم دم ولده قرباناً وأضحية .. لأجل الوطن ، لعزة الوطن ، وليحيا الوطن .... .

 

القرضاوي بات مكشوفاً للصغير قبل الكبير ، وهو يراهن على ثلة من الجهلة المغفلين المنومين المضللين والتائهين ، ممن باعوا ضمائرهم وشرفهم بالمال ، أو انساقوا كالقطعان خلف حقدٍ طائفي تنامى بفعل فتاوٍى قرضاوية آثمة ودموية ... .

 

 ولو سلمنا جدلاً أن تركيز القرضاوي على سورية وشعبها جاء من منطلق الحرص ، وقول الحق ، ونصرة المظلوم ، يبادر الذهن هنا للتساؤل ،، ماذا عن مقاطعات ومستعمرات ومحميات الخليج الفارسي المتوارثة على مدى عقود ، ، هذه المحميات التي يحرم فيها المواطن من الكثير من الحقوق المتعلقة بالتملك والترشح للإنتخابات والإقتراع العام ، والتي تعيش المرأة في بعضها حياةً طالبانية تمتهن فيها كرامتها ، وتنتهك حقوقها ، حتى يصل الأمر في محمية أبو متعب حد حرمانها من التنقل دون"محرم "... وصولاً إلى منعها من قيادة السيارة ، .. السؤال أين هو القرضاوي وأين هي مشاعره ، وعواطفه ، وأحاسيسه ، وأخلاقه النبيلة ، وروحه الثائرة على الظلم ، من جميع تلك الإنتهاكات ، على أرض محميات الخليج الفارسي ، حيث يقيم هو وأولاده وزوجاته ، أم أن الجواب يكمن حصراً في المعلومة الأخيرة ... أي ... اقامته وإسترزاقه وتربحه وتكسبه وإعتياشه ، على أرض الديار القطرية التي حصل على جنسيتها منذ سنين طويلة ، وقريباً من أكبر القواعد الأمريكية ، انها ببساطة الإنتقائية النابعة من المصلحة الشخصية ، وتذلف ولي النعمة ، والمغذاة بإستعداد طائفي فطري ، ونشأة إخونجية عمودها الفقري ، تكفير الآخر ، ونبذه ، ومحاربته ، وتحليل سفك دمه ، هذا هو لب وجوهر المدرسة القرضاوية ، فهنيئاً للأمتين العربية والإسلامية.... .

 

 قائد المقاومة نصرالله يتحدث برصانة ورزانة وثقة ومودة ، تقرأ المحبة في تعابير وجهه ، والمودة في عينيه ، والسماحة على محياه ، والثقة في كلماته ، والخير في مفرداته ، .. ولهذا جميعه هو سيد المقاومة ، ولهذا أيضاً هو سماحة السيد ، ... المقاوم الذي لم يهن يوماً ولم يهادن ، الصادق الذي إن وعد صدق ،،، المقاوم الذي تحسب له إسرائيل ألف حساب ، والذي كان الشعب الإسرائيلي يتابع كلماته ويترصد تهديداته أثناء حرب تموز ٢٠٠٦ لأنها ستغدو في اليوم التالي حقيقةً وواقعاً معاشاً ، ولهذا كان بالنسبة لهم أكثر مصداقية من جميع قادتهم وساستهم ، رأينا سيد المقاومة يخطب منفعلاً متحمساً في مواقف عدة ، لكن حماسه وانفعاله كان على الدوام جزءًا من الحرب الإعلامية والنفسية مع العدو ، وكانا أيضاً ضرورة ملحة لتثبيت وتدعيم الثقة بالنصر ، والقدرة على المجابهة ، في نفوس مقاتليه الأبطال ومناصريه في شتى أنحاء العالم ، ...

 

لكنه أيضاً كان وهو في قمة انفعاله ، لا تفارق وجهه .. سماحته وإيمانه وطيبته التي كانت تقرأ جميعها على محياه وتطغى على ملامحه . .. إنه المقاوم الزاهد في دنياه ، البعيد عن أحلام الأمجاد الشخصية الدنيوية ، والمتطلع إلى مجدٍ علوي وآخرة مشرفه .. إنه القائد الذي قدم أعز ما يملك ، قدم ولده شهيداً في المواجهات مع العدو ، ولم يدخره أو يفضله عن باقي ابطال المقاومة..... ، إنه فوق هذا جميعه ، الداعي للوفاق دون كلل أو ملل ، الحريص على مصير لبنان ، ومصير الأمة العربية والإسلامية ، وهو أخيراً من قدر أعظم تقدير الدعم السوري للمقاومة ، وكان وفياً وممتناً ، شاكراً على الدوام القيادة السورية والشعب السوري على التضحيات التي قدمها في سبيل لبنان والمقاومة ، ولم يتردد يوماً في إبداء كل أشكال الدعم لسورية في وجه الأخطار والتحديات التي تواجهها ، لهذا كله هو سيد المقاومة ... . أما مفتي الناتو ، وخطيب الجمعات الثورجي ، واللاهث خلف متع الدنيا من مال وجاه.. وخلافه مما بات معروفاً للقاصي والداني ، القرضاوي الذي ذاع صيته ، وتناولته الصحف فيما خص فضائح كثيرة كان أشهرها زواجه الغريب بالصبية أسماء التي كان يكبرها بنحو ستين عاما والدعاوى القضائية التي رفعتها ضده ، بعد تخليه عنها وظلمه لها ، وتهربه من الوفاء بالإستحقاقات والإلتزامات التي كفلها الشرع والدين لتلك الزوجة الغلبانة ، بعد أن حصل منها على ما اشتهته نفسه وأمرته به غرائزه ، .... هذا القرضاوي الذي لم يترك رئيساً ، أو أميراً ، أو ملكاً ، أو قائد قاعدةٍ عسكرية تستعمر إحدى محميات الخليج الفارسي ، إلا وتذلف وتملق ونافق له ، ومدحه ونفخه ورفعه وأنزله منزلة القديسين وأفتى له ما أراد إن لزم الأمر وبشكلٍ يتناسب طرداً مع العطايا والهبات التي حصل أو قد يحصل عليها لاحقاً .....

 

وهذا هو نفس القرضاوي الذي تعرض للشأن السوري ، وأفتى بدايةً بتوليه منصب راعي الرعية ومفتي الديار السورية ، ولم يردعه إستنكار السوريين ولا رفضهم له واحتجاجهم عليه ، ولا تسميتهم له بشيخ الفتنة ، وهو الذي أفتى بإباحة القتل ، بل إباحة الإبادة الجماعية ، وفتاوى أخرى تدعو صراحةً أو مواربة إلى الإقتتال الطائفي ، والتعرض للأقليات الطائفية في سورية ، وكان أن أبدع أخيراً بفتوى لزوم مناصرة ومبايعة مجلس الكركوزات الغليوني ، ، واتحفنا بعدها بفتوى دعم الجيش السوري الحر ، ومناشدته لجنود الجيش السوري بالإنشقاق عن عقيدتهم والإنسلاخ عن عزتهم ، ووأد حسهم الوطني ، والإلتحاق بأتباع وثلة غليون ..... هذه الفتاوى التي نطق بها القرضاوي كفراً ، مدفوعاً بأوامر سادته ، وعطايا ولاة نعمته ، ونزعة طائفية ، وحقدٍ ضغين ، وتعصبٍ أعمى.......

 

 وكان ملفتاً للنظر أن هذا القرضاوي يصاب أثناء القائه خطبة الجمعة بحالة غريبة من الحماس المفتعل ، والهياج الهستيري ، والتأثر الدرامي التمثيلي المدروس حين يجهش بالبكاء الغير واضح الأسباب و الغير مقنع ، ويتلعثم قولاً ولفظاً و-نراه يهوج ويموج ويرعد ويزبد ،...فتبتعد تعابير وجهه كل البعد عن المحبة والسماحة والمودة والرصانة والرزانة ، لتكون أقرب لمظهر الشر والعنف.....واختم هنا بقولٍ بات مشهوراً لسيدة دمشقية ، بعد فتوى "و مالو " ذائعة الصيت حين قالت : أريد أن أقول للقرضاوي (.. لقد اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار ..) .....

وأما أنا فاختصر أيضاً وأقول ... كم هي شريرة دعوات تحريضك أيها القرضاوي ، كم هي مغمسة بالدم كلماتك .. . أيها الغارق في دماء ضحايا فتاويك .. .

 

2011-11-09
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد