news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أفلا تعقلون؟!...بقلم : مواطن سوري حــر

منذ حادثة انتحار البوعزيزي ، وما يسمى بالربيع العربي ظلما ً ، يجتاح البلاد العربية الواحد تلو الآخـــر .. ومع أن الربيع يحمل الماء والخضرة والزهر والأريج المنعش والشمس اللطيفة ، الا أن الربيع العربي هذا لم يحمل سوى الخراب والدمار والشرذمة .. والأخوان ، أدوات أمريكا واسرائيل ودول الغرب الى سدة الحكــــــم ...!


انه ليس الربيع العربي ، بل هو ربيع اسرائيل الحقيقي ، فإسرائيل وبدعم من أمريكا والغرب ، وبمساعدة من أدواتها العربية الرخيصة ، تحقق على الأرض من انتصارات ما لم تحققه في أية معركة ، ودون أن تخسر دولارا ً واحدا ً او نقطة دم !!

فالصاروخ الذي يرعب اسرائيل يحرقه أبناء البلد !!

والدبابة التي تدك حصونها ، يفجرها أبناء البلد ، ويهللون لذلك ، ويكبرون !!

والمؤسسة الوطنية التي تعتبر خط الدفاع الأخير ، يحرقها ابن البلد !

نعم ، لقد انتصرت اسرائيل عبر هذه الثورة المزعومة انتصارا ً عسكريا ً واجتماعياً وسياسيا !!!!

عسكريا ً ، لأن السلاح الذي كان موجها ً ضدها ، يدمره من دفع ثمنه من عرقه ورزق عياله !!

 

واجتماعيا ً ، لأن المجتمع السوري الذي كان صفاً واحداً في وجه  اسرائيل ذات يوم ، مزقته مشايخ الفتنة المدعومون من اسرائيل والمال العربي !! لقد استطاعت اسرائيل عبر هؤلاء وهم كثر ان تسلب عقول الشباب وتلغي احساسهم الوطني ، وتجندهم في معركة كل ما حققته هو قتل أخ أو ابن أو قريب او حبيب .. ويسمون ذلك جهادا ً في سبيل الله !!!؟؟ نسي هؤلاء ومن وراءهم كيف منع رسول الله (ص) ان يقتل الابن اباه في غزوة بدر !!وكأن شرعة الله وسنة رسوله لا تعني لهم شيئا ً طالما انهم يخلصون في ولائهم للحاكم أو صاحب الشأن !!؟؟

 

يا أخي ، كلنا يسعى الى تحقيق الديموقراطية والعدل ، كلنا يسعى الى العيش بكرامة في وطنه وسيتحقق هذا شاء من شاء وأبى من أبى !! ولكن هل هذه هي الطريقة المثلى ؟

 

انا اريد ان اسأل ، وأتمنى على كل انسان حر أن يجيب : مجلس استامبول ، من الذي أسسه وساهم في انشائه ؟ هل ثمة من يشك انه ليست امريكا ؟  هل في العالم من يستطيع ان ينكر هذه الحقيقة ؟ طيب ، اذا كان ذلك صحيحا ً ، فهل ثمة من في العالم يستطيع ان يثبت لي ان امريكا واسرائيل ودول الغرب ، عملت او يمكن ان تعمل يوما ً لصالح العرب والاسلام ، منذ بدء الحياة وحتى قيام الساعة ؟ هل يستطيع احد فيه ذرة من عقل او منطق ، ان يبرهن ان امريكا يمكن لها ان تتخلى عن اسرائيل ومصالح اسرائيل يوما ً ولو قيد شعرة ، كرمى عيون العرب والاسلام ، الدهر كله ؟

 

كيف لعاقل ان يساوي في الخطورة على وجود وامن العرب بين دولة كإيران يشك في انها قد تشكل خطرا ً ذات يوم ، ومع اسرائيل التي تحتل وتغتصب وتقتل وتهجر وتدنس في كل يوم وفي كل ساعة وفي ارض هي ارض عربية محتلة اساسا ً ، بل حتى في أي ارض عربية لو ارادت ؟

 

دعونا نراقب هذا المشهد . كتيبة ممن تسمي نفسها الجيش الحر . تجهز نفسها للجهاد كما تدعي . تحشد السلاح والرجال . تباغت وحدة عسكرية او مقرا بمن فيه وهم  بضعة جنود يحرسونه ، بل حتى حيا ً سكنيـــا ً، فتجتاح الموقع ، وتهلل وتكبر للانتصار وانها هزمت النظام وحررت هذا الموقع ...وعقبال غيرو !! وما هو الا وقت قصير حتى تصل التعزيزات وتقلب الأرض فوق رؤوس اولئك وتستعيد الموقع ولكن بعد احداث خراب ودمار وضحايا ابرياء .. فيقول المهاجمون .. احتلينا ، وانتصرنا ، ولكننا انسحبنا تكتيكيا ً !! وما بين انسحاب وانسحاب ينتشر الخراب .. فهل هذا ما جُند أولئك لفعله اساسا ً ؟

 

مجموعة من اولئك ، احتلوا بناء واكرهوا ساكنيه على الهرب ، ومنهم من بقي .يعلنون انهم سيطروا وانتصروا ويبدأون بقنص الناس والجيش والأمن وكل من يتحرك في مرمى نيراهم !! بربكم ، لو كان هذا في أي بلد ، فما هي ردة فعله ؟ هل يظل ابد الدهر صابرا ً على ما يفعلون ؟ وربما  يخسر مئات الجنود حتى يسيطر على المبنى ، والا فإنه سيفعل أي شيء للقضاء على هؤلاء ، حتى لو كلف ذلك ازهاق ارواح بريئة ، وللأسف ، وهو حل تقوم به كل دولة مستقلة في العالم  ؟

 

هل هذه هي الثورة الموعودة ؟ هل الثورة ان تفجر سيارة في مكان عام ؟ هل الثورة ان نفجر مكانا ً لمجرد الاعتقاد  ان الشبيحة ترتاده ؟

 

يا أخي منشان الله ، لا نريد ان نشخص الأمور . حريري لبنان مثلا ً ، حكم بضع سنوات وعندما انتقل الى ربه ، كانت ديون لبنان بسبب من سياسته الحكيمة أكثر من ستين مليار دولار ، ومع ذلك هو شخصية وطنية محبوبة .. وربما مقدسة !!فقط لأنه مدعوم من السعودية ، ومن بعدها امريكا ومن لف لفهم !! بينما في بداية الأحداث في سورية كانت ديون سورية التي تعتبر خمسة اضعاف لبنان سكانا ً ، ولا دولار واحد ، ولكن هي سورية التي لا تعجب امريكا ومن يدور في فلكها ؟

نعم ، ثمة فساد . ثمة محسوبيات . ثمة ظلم . ولكن ، هل هذا في سورية وحدها وإن كان هذا الطرح لا يبرر حدوث ذلك او استمراره على الأقل ! فلماذا سورية ؟

اعتقد ان من يقرأ تاريخ سورية الوطن منذ خلقت الدنيا وحتى اليوم ، يعرف الاجابة الحقة المنصفة ، فما سجل التاريخ وعند أكثر من حكم هذا البلد رجعية كما يصنفهم البعض ،الا احساسا صادقا ً وسلوكا ًعروبيا ً اصيلا .

 

ان من يدعي انه لم تكن ثمة اخطاء في بلدنا مكابر . ولكن هل هذا ما يحصل في سورية وحدها كما قلنا ؟ في السعودية ، جاء رجل يعمل استاذا في جامعة غربية الى بلده في اجازة ، فتورط وقال في جلسة سمر مع بعض الأصدقاء : ان الملكية في السعودية يجب ان تكون دستورية ، ومنذ عام ونصف ما يزال الرجل غائبا عن الوجود ؟!

 

ايها السوريون ، يا ابناء هذا البلد الغالي : ما يزال في الأمر بقية فاستفيقوا وتنبهوا ، ووالله لا تريد لكم امريكا ولا الغرب التطور والديموقراطية !! ان كل ما تريده هو ان يدمر هذا البلد وهي تشعر بالنشوة الكبرى وهو يدمر  يأيدي ابنائه !! حتى لا تقوم له بعد اليوم قائمة ! وكما ان هؤلاء المخدوعون لن يحققوا ما يحلمون به من احلام النصر فإن احدا ً لن ينتصر في النهاية ، بل ان الخاسر الوحيد من هذه الحرب العبثية هو الوطن ، وطنكم سورية وهذا الشعب المسكين!!

 

عودوا الى رشدكم ،   فوالله لا يوجد في العالم ما يستأهل ان تدمر سورية من أجله ، هذا ان تبقى فيكم مجرد احساس بمحبة هذا الوطن !! وان الديموقراطية والعدل والعيش بكرامة سيتحقق لا محالة ، ومن يظن غير ذلك فهو واهم ويخدع نفسه حتما ً !! واهم ما يجب ان تؤمنوا به هو ان هذه الحرب الظالمة لن تثمر ولو بعضا ً من أحلامكم ، فما سجل التاريخ ان حربا ً عبثية كهذه ، انقذت وطنا ،

  افلا تعقلون ؟??????

2012-10-20
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد