عشرات ، بل مئات ، بل آلاف المرات ، كتبنا وقرأنا ولمسنا حقيقة ، أن الخيانة عندما تكون جزءا ً من خضاب دم الانســان .. فإنه خـــائن ، ما دام الزمــــان ؟؟!!
عشرات ، بل مئات ، بل آلاف المرات ، كتبنا وقرأنا ولمسنا حقيقة ، أن من يحمل راية النضال بصدق ، يجب ألا تفتنه المظاهر الخداعة وخاصة بريق الدولار ، وأن ما يقدمه ويعرضه الخونة من الاغراءات ، يجب على أمثال هؤلاء المناضلين ألا يحيدوا أو يميلوا عن هدفهم المقدس ، لأنهم سيخسرون في النهاية القضية والدولار ...!!
من يوم وعينا على الدنيا ، فإن حكام الخليج ولا استثني منهم احدا ً،هم مجرد مؤدي ادوار وأُجراء ، يحملون أسفار بني صهيون على ظهورهم ، الى حيث يريد حكماؤهم ، وخاصة الى فلسطين!!! وقلنا وقرأنا ولمسنا ذات يوم ودائما ً ،انه ما دامت امريكا ودول الغرب تعتبر مصالح اسرائيل أهم من مصالح شعوبها ، فإن وهم العرب في علاقة ناجعة مع امريكا يمكن ان تفيد قضاياهم وخاصة قضية فلسطين ، انما هو وهم دائم ، ما دام الزمان !!
كيف لنا أن نصدق يوما ً أن امريكا والغرب هم مع العرب والمسلمين وهم قلبا ًو قالبا ًفي الوقت ذاته مع اسرائيل ومصالح اسرائيل ؟!
وفي المقابل ، فإن رهطا ً من العرب والاسلام ، يؤمنون ايمانا ً مطلقاً بإن على العرب الا يفرطوا بحقهم وان لا سبيل لتحقيق وجودهم الا بالنضال اياً كانت الامكانات والتضحيات . وذنب هذه القوى انها لم تستطع حتى اليوم تحقيق اهدافها بالرغم من ان كل العالم يعرف حجم العدو وامكاناته ، ويستمرىء البعض وخاصة دول الخليج ان ينعتوا امثال هؤلاء بالمتهورين وقليلي العقول ، وانهم انما يناطحون المستحيل !!!
انني اريد أن اسأل أي عاقل في هذه الأمة من المحيط الى الخليج ، والمسلمين اينما وجدوا أيضا ً، هذا ان بقي ثمة من لديه عقل : بشرفكم ، بوجدانكم، اذا هاجم عدو شرس بيت أحدكم يريد احتلاله ونهبه وهتك عرضه ، فهل ترحبون به وتهللون وتقولون له تفضل : اهلا ً وسهلا ً ، فقط لأنكم لا تستطيعون رد عدوانه ؟ هل يمكن لأحدكم ان يجلس هانئا ً سعيدا ً وهو يرى طفلته تغتصب امام عينيه ، فقط لأنه لا يقوى على رد العدوان ؟
غريب امر هؤلاء فعلا ً . سورية ومنذ استقلالها احتضنت القضية الفلسطينية وشعبها ، وفتحت لها ابوابها وقلوبها مشرعة ، وقدمت لها ما تستطيع سواء كان كثيرا ً أم قليلاً ، وبعد ذلك يصبح الحق عليها ؟؟؟!!احتضنت كل قوى المقاومة وزعمائها من ياسر عرفات الى ابي الوليد خالد مشعل ، وفتحت لها المكاتب والمعسكرات .. والفيلات في مشروع دمــــر !!!!
مشعل هذا الذي لا نستبعد بل نؤكد ان النظام الاردني الذي ما عرف عنه سوى الانبطاح عمره امام امريكا وبريطانية وسواهما للحفاظ على عرشه ، هذا النظام هو الذي سهل للمخابرات الاسرائيلية مهمة قتل المشعل في عمان ، لكن سورية فتحت له ابوابها بكل محبة ورعته هو وكل من معه حتى صار ذلك الزعيم الذي يقض مضاجع اسرائيل ...لكن ابا الوليد وغيره كثير من امثاله ، وقد وجدوا سورية تعاني من المأساة والمؤامرة الدولية القذرة ، وبدل ان يقف الى جانبها ليرد الجميل بأحسنه ، أغراه بريق الدولار المزيف الآتي من قطر ودول الخليج .. وانساق هو وسواه ، الى خدعة الحمد الكبرى ..وكي تكتمل الخدعة رتب حمد قطر زيارة تضامنية في الظاهر الى غزة ولكن بالتنسيق مع نتنياهوحتماً ، ولا يستبعد انه قام بالتنسيق مع جيش اسرائيل لحمايته ، وتمكينه من استكمال خدعته بما قدمه من وعود واغراءات مزيفة ..!!! وانني لأسأل : هل يذكر ولو عاقل في العالم يوما ً ، انه ما حدث ذات يوم تضامن مع فلسطين من دول الخليج خاصة، الا واعقبه عدوان مدمرعلى فلسطين ، وخاصة على غزة ؟؟!!
بقص ايدي من الباط اذا لم يكن هذا العدوان الأخير على غزة هو من ترتيب حمد ونتنياهو وباقي دول الخليج !! ولعل ما حدث يوقظ ابا الوليد من سباته وغيره كثيرون ، ولكننا نخشى ان يستيقظ السيد ابو الوليد من هذه الغفلة، وقد خسر ليس فلسطين وحسب ، بل وطنه الثاني سورية ، التي احتضنته ومقاومته ذات يوم وبكل صدق ومحبة ....!!
